تهجين الحيوانات
يعرف التهجين بأنه عملية تكاثر تحدث بين نوعين مختلفين من الكائنات الحية أو نوعين متباينين في الصفات الوراثية لإنتاج أفراد جديدة تدعى بالمهجنة، وقد تكون أفرادًا خصبة وقادرة على التكاثر أو خصبة جزئيًا أو عقيمة، حيث تكون أغلبها عقيمة بسبب عدم تكافؤ عدد الكروموسومات في جيناتها، كما قد تحدث هذه العملية بشكل طبيعي ضمن جميع الظروف البيئية أو بتدخل من الإنسان، لكنها نادرًا ما تحدث في البرية بسبب اختلاف مواسم التزاوج بين الحيوانات، أما حدوثها فيكون لأسباب متعددة، منها ما يلي:[١][٢]
- قد يحدث نتيجةً لتداخل أراضي المساكن الطبيعية لنوعين من الحيوانات؛ مثل الدببة القطبية والدببة الرمادية.
- يعتبر تغيّر المناخ عاملًا أساسيًا يدفع بعض الحيوانات إلى الهجرة من أراضيها ودخول منطقة نوع آخر والتزاوج معه.
- قد لا تتمكن بعض الحيوانات من العثور على عدد كافٍ من الأزواج من نفس نوعها، لذا تلجأ حينها لاختيار نوع مغاير.
- يلجأ الإنسان إلى التهجين أحيانًا بهدف الجمع بين الصفات المرغوبة من كل نوع من الحيوانات.
- يلجأ الإنسان إلى التهجين ليعزز التنوع البيولوجي.
آلية تهجين الحيوانات
لقد أثارت عملية التهجين جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية لما مثلته من نقاط محورية في مفهوم التكيّف والتنوع الحيوي، وفيما يلي توضيح ذلك:
- يحصل الأبناء على 50% من جينات كلٍّ من الأبوين كأي تكاثر طبيعي، لذا يكسب النسل الهجين صفات وراثية متنوعة من كلا الأبوين، ويعد أفضل مثال يوضح ذلك هو تزاوج أفراد من نوع الحصان مع أفراد من نوع الحمار لينتج البغل، والذي يجمع بين ذكاء الخيول وقوة الحمير.[٣]
- يخلق البشر فرصًا للتهجين دون قصد أحيانًا كما يحدث في المزارع عند وضع نوعين مختلفين من الحيوانات في نفس القفص، أو عند نقل حيوانات معينة إلى موطن جديد وتركها تتكاثر مع الأنواع الغريبة هناك؛ بسبب نقص الأزواج من نفس نوعها.[٤]
- يحدد الحمض النووي للحيوان الشكل الخارجي بجميع تفاصيله الصغيرة والكبيرة من حيث اللون، والحجم، والتصرفات، والصوت، وبالنسبة للحيوان الهجين، فإن النتائج عادة غير محتملة، فربما يكون الهجين أقوى من أبويه أو أضعف منهما، وقد يشبه أحد الوالدين أكثر من الآخر، أو يجمع بينهما في كل من الشكل والسلوك.[٤]
- يكون النسل خصبًا إذا تزاوج الهجين مع هجين آخر أو مع نفس نوع أحد الوالدين، يمكنهم حينئذٍ التكاثر.[٣]
- التقاء نوعين هجينين لا يعني بالضرورة أن يتكاثرا، حيث تعتبر الحيوانات الهجينة انتقائية.[٤]
تأثير تهجين الحيوانات على البيئة
بهدف التحكم في عملية التهجين وتحقيق الفائدة الكبرى المرجوّة منها، كان لا بد من دراسة تأثيراتها الإيجابية والسلبية، وهي كما يلي:
تأثيرات إيجابية
فيما يلي أهم الإيجابيات التي تنتج من عملية تهجين الحيوانات:[٥]
- تعد عملية التهجين عكس زواج الأقارب عند الإنسان، حيث تعطى الصفات نفس الفرصة للظهور، دون أن تكون أياً منها سائدة.
- زيادة مستويات الصفات الإيجابية مثل الخصوبة وسهولة الولادة، حيث تكون في أعلى مستوياتها في الحيوانات المهجنة.
تأثيرات سلبية
فيما يلي أهم السلبيات التي تنتج من عملية تهجين الحيوانات:[٦]
- انخفاض قيمة منتجات الحيوانات؛ بسبب زيادة كميات الألبان واللحوم، وبالتالي انخفاض أسعارها.
- يقتصر التحسين الوراثي على السلالات الخاضعة للتهجين فقط؛ أيّ أن التحسن لا يُذكر أمام أعداد الحيوانات.
- يقل التناسق في القطعان، فتصَعب عملية التغذية، حيث قد تختلف أحجام الحيوانات اختلافًا كبيرًا في أماكن إطعام القطعان، فتختلف بالضرورة الحاجات الغذائية.
أمثلة على حيوانات مهجنة
فيما يلي أهم الأمثلة على الحيوانات المهجنة:
- البغل: وهو حيوان ناتج من تزاوج ذكر الحمار وأنثى الحصان، وقد ينتج بغل أصغر حجمًا عندما يكون الأب هو الحصان والأم من الحمير، ويشبه البغل الحصان في الارتفاع واللون، ويأخذ صفات الرأس القصير والأذان الطويلة من الحمار، كما له أطراف رفيعة وحوافر صغيرة يتراوح طولها ما بين 120-180 سم، بينما تتراوح أوزانها ما بين 275-700 كغ.[٧]
- الجاموس: هو ثور ناتج من تهجين ثيران البيسون الأمريكية مع بقر الماشية المحليّة، وهذه الجواميس متغيرة في النوع والسلالة بحسب نوع الماشية المحلية التي اعتُمد عليها في عملية التهجين.[٨]
- الدببة القطبية الهجينة: وهي هجين ناتج من تزاوج الدببة القطبية التي تتجه جنوبًا هربًا من الاحتباس الحراري والدببة الرمادية التي تتجه شمالًا، وتشبه هذه الدببة أبويها كثيرًا، ولكنها أصغر من الدب القطبي وأكبر من الدب الرمادي، وتكون الأقدام والشعر خليطًا بين النوعين.[٩]
- هجين الضأن والماعز: على الرغم من أن الأغنام والماعز تبدو متشابهة كثيرًا، إلا أنها تنتمي إلى أجناس مختلفة، وعدد كروموسوماتها متباعد جدًا.[١٠]
- جمل كاما: وهو حيوان هجين بين أنثى اللاما وذكر الجمل، وقد أُنتج هذا الهجين بشكل صناعي في مركز تكاثر في إمارة دبي في عام 1998.[٨]
- الدلفين: وهو حوت ناتج عن تزاوج أنثى دلفين قاروري الأنف مع ذكر الحوت القاتل الكاذب، ويحدث هذا التزاوج في الطبيعة؛ لأن كلاهما يعيشان في المياه المعتدلة الاستوائية، وبالرغم من ذلك فهذه الكائنات نادرة وقليلة في البيئة.[١١]
حقائق عن تهجين الحيوانات
فيما يلي بعض الحقائق والمعلومات التي تتعلق بعملية تهجين الحيوانات:
- لا يمكن تهجين جميع الحيوانات مثل الخنزير والقرد مثلًا، فهما مختلفان تمامًا، وبالتالي يجب أن تكون الحيوانات المراد تهجينها من نفس الجنس، وتشترك أو تتقارب في عدد الكروموسومات.[١٢]
- عادة ما تلد الحيوانات الهجينة أفرادًا عقيمة، وهذا يعني أنها غير قادرة على التزاوج، وللحصول عليها مرة أخرى يجب أن تستمر عملية التزاوج بين الآباء الأصليين.[١]
- تكون صفات الحيوانات الهجينة صفات مشتركة من الآباء، كأن يكون حجم الجسم من أحدهما، ولون الجلد من الآخر.[١٢]
- بعض عمليات التهجين تنتج بغير قصد، حيث يضع الأشخاص حيوانات من مناطق أخرى مع حيواناتهم للتزاوج، مما ينتج حيوانات هجينة.[١]
- يعتقد بعض العلماء أن التهجين يقلل التنوع، حيث يختصر نوعين من الكائنات (الآباء الأصليين) في نوع واحد جديد.[١]
- تستطيع الأنواع المهجنة التأقلم مع البيئة بطريقتها الخاصة والمختلفة عن طريقة الآباء، حيث تكون قادرة على تناول الطعام الذي لا يتناوله الآباء، أو أن تسكن في أماكن لا يسكنها آباؤها الأصليون.[١]
- قد يُقضى على الحيوانات العادية التي تتواجد في مجموعات معينة إذا تغيرت الظروف المناخية، أو اختفت الموائل، لكن الأفراد التي تنتمي إلى مجموعات مختلفة تبقى على قيد الحياة، وهكذا قد يتغير مظهر أو سلوك الأنواع تدريجيًا.[١٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "The mixed-up world of hybrid animals", sciencenewsforstudents.org, Retrieved 16/4/2021. Edited.
- ↑ "An overview on species hybridization in animals", faunajournal, Retrieved 16/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Ligers and Tigons and Grolars, Oh My! Hybridization, and How It Affects Biodiversity", kids.frontiersin, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "The mixed-up world of hybrid animals", sciencenewsforstudents.org, Retrieved 17/4/2021. Edited.
- ↑ "crossbreeding_fact_sheet", crigenetica, Retrieved 2/5/2021. Edited.
- ↑ "crossbreeding_fact_sheet", crigenetica, Retrieved 2/5/2021. Edited.
- ↑ "mule", britannica., Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "10-examples-of-genetic-hybrids.html", worldatlas.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
- ↑ "Grolar Bears", mcgill, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ M Letshwenyo, K Kedikilwe (17/1/2000), "Goat-sheep hybrid born under natural conditions in Botswana", pubmed.gov, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ↑ " Wholphin Facts", .softschools, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hybrid Animals", factmonster, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica (15/11/2018), "hybrid", britannica.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.