الحشرات المضيئة: أهم الحقائق والمعلومات

تنتمي الحشرات المُضيئة إلى مملكة الحيوانات، وعائلة الحشرات مفصليات الأرجل، ورتبة الخنافس، إذ إنّ الحشرات المُضيئة هي أي حشرة زاحفة تبعث الضوء، إما على نحو مُستمر، أو على شكل ومضات مُتقطعة، أو على شكل وهج طويل الأمد، وتقوم الحشرات المُضيئة بإصدار الضوء إما من قبل الأُنثى لجذب الذكر من أجل التزاوج، وإما من أجل لفت أنظار الفريسة على وقوعها في الفخ لتناولها، وغالبًا ما توجد على شكل يرقات.^[١][٢]

خصائص الحشرات المُضيئة

أهم خصائصها

توجد العديد من الخصائص التي تميز الحشرات المُضيئة، ومنها:^[٣]

• الحشرات المُضيئة تعرف باسم يرعات، أو حشرات البرق.
• تُفضل العيش داخل المناطق الرطبة والمُظلمة مثل الكهوف.
• تتكون أجسامها من ستة أرجل تتواجد في نهاية الرأس، وتتحرك بواسطة ذيولها.
• توجد الأجزاء المُضيئة لدى اليرقات البالغة في منطقة الذيل.
• تختلف ألوان اليرقات فمنها الأصفر، أو البني، أو الأخضر، أو الأحمر، أو الأسود.
• قبل عملية إصدار الضوء تبني الحشرات المُضيئة شبكة كشبكة العنكبوت، مصنوعة من خيوط الحرير وبضع قطرات لاصقة؛ لالتقاط الحشرات التي جذبتها لتناولها بسهولة.

كيف تُضيء الحشرات المُضيئة؟

توجد عدة طرق تستخدمها الحشرات المُضيئة لإصدار الضوء، ومنها:^[٤]

• يصدر الضوء من الحشرات المُضيئة من الجُزيئات البيولوجية التي تقوم بامتصاص الطاقة وتعمل على إصدار الطاقة الزائدة على شكل ضوء.
• إنّ الجُزيئات التي تقوم بامتصاص الطاقة هي جزيئات خاصة من مادة البروتين.
• بعد عملية نقل الطاقة إلى البروتين، يصدر ضوء بطول موجي مُحدد، يتم تحديده بالاعتماد على نوع الجزيء؛ لذلك تخرج من الحشرات المُضيئة ألوان مُختلفة.
• يصدر الضوء بواسطة جزيئات حيوية تكون موجودة داخل أجسامها، في منطقة البطن.
• يخرج الضوء عن طريق خلايا مُنفردة بواسطة أعضاء الإخراج لدى الحشرة، وفي بعض الأحيان بواسطة الغدد اللعابية.^[٥]
• يصدر التوهج لدى بعض الحشرات المُضيئة من أجزاء حيوية توجد في ذيل الحشرة على شكل كلية الإنسان.^[٦]
• يتم إصدار التوهج من خلال تفاعل إنزيم يُسمى إنزيم لوسيفيراز مع صبغة تُسمى لوسيفيرين مع الأكسجين لإنتاج الأدينوزين ثلاثي الفوسفات، والضوء الأخضر المُزرق.^[٧]
• يُعد الأُكسجين أحد أهم الغازات التي يجب توفرها لإتمام عملية التوهج؛ إذ يوجد إلى جانب الجزء الحيوي المسؤول عن إصدار التوهج كيس مملوء بالأُكسجين لتزويد العضو به ويُساعد في عملية عكس الضوء المُنتج.^[٦]

أنواع الحشرات المُضيئة

توجد العديد من الحشرات التي تُصدر توهجًا من أجسامها:^[٨]

• فوتينيني: يكثُر وجود هذه الحشرة في أميركا الشمالية وجبال الأبلاش في الولايات المُتحدة الأميركية، وتعيش بين أخشاب الغابات الصلبة بالقرب من الأنهار والجداول، وليست كافة أنواع هذه الحشرة مُضيئة، ويصل طولها حتى نصف بوصة تقريبًا، وتُنتج ضوءًا بلون أخضر أو أصفر.
• يراعات الأشباح: تُسمى أيضًا بالشبح الأزرق؛ لأنّها من الحشرات التي لا تُصدر وميضًا، وتتوهج بشكٍل مُخيف باللون الأزرق، وهي توجد في جميع مناطق جنوب شرق الولايات المُتحدة الأميركية، وتمتاز إناث هذا النوع باللون الأبيض، أو الأصفر الباهت، وعدم امتلاكها للأجنحة، على عكس الذكور التي تمتلك أجنحة ويُمكنها الطيران.
• بليوتوميني: هي نوع من الحشرات الأقل شيوعًا، توجد في الجنوب الغربي للولايات المُتحدة الأمريكية، بالإضافة للمكسيك، وهي تتوهج طوال الليل على نحو دوري، ويتم إيجادها حول مُجمعات القُمامة من أجل البحث عن الطعام، كما يُمكن رؤيتها وإيجادها بعد حدوث عاصفة مطرية قوية تسبقُها فترة من الجفاف.
• لامبريني: تمتاز بصغر حجمها مُقارنةً مع غيرها من الحشرات المُضيئة، وتوجد في منطقة جنوب غرب الولايات المُتحدة الأميريكية، بالإضافة إلى أجزاء من المكسيك، تمتاز إناث هذا النوع بعدم امتلاك أجنحة، عكس الذكور، لكن كلًا منهما يستطيع إصدار الضوء من منطقة البطن الطرفي.
• فوتورينا: تمتاز هذه الحشرات بإنتاج الضوء الأخضر الداكن نوعًا ما، وتتكون هذه الحشرات من ثلاثين نوعًا مُختلفًا، وتوجد في شمال شرق الولايات المُتحدة الأميركية، وتكساس، وكاليفورنيا، وأجزاء من المكسيك، وتُصنف إناثها على أنّها من اليراعات المُفترسة وعدائية التصرف.

أسباب استعمال الضوء عند الحشرات المُضيئة

توجد عدة أسباب لاستخدام الحشرات المُضيئة الضوء، ومن أهم هذه الأسباب:^[٩]

• لجذب الجنس الآخر من الحشرات ولفت انتباهها.
• طريقة تواصل بين أنواع الجنس الواحد.
• جذب الحشرات الأُخرى، إذ إنّ الحشرات الصغيرة والذباب تنجذب للضوء عمومًا، وتطير متجهة نحوها، فبذلك تستطيع هذه الحشرات جذب فرائسها عن طريقه.^[١٠]
• تستخدم بعض الإناث الضوء المتوهج على فترات لجذب الذكور لإتمام عملية التكاثر.^[١١]

دورة حياة الحشرات المُضيئة

تُعد الحشرات المُضيئة مثلها مثل باقي أنواع الخنافس، تتكون دورة حياتها من مراحل أساسية، وهي:^[١٢]

• البيض: تضع الإناث في البداية ما يُقارب 100 بيضة في مُنتصف فصل الصيف، وتمتاز بشكلها الكروي، وقد تضعها مُنفردةً، أو على شكلِ مجموعات، وتوضع داخل التربة، أو على سطحها، وعادةً ما يتم اختيار التربة الرطبة أسفل الأوراق، أو القش، أو نشارة الخشب؛ لضمان عدم جفاف البيض، وبعد حوالي 3-4 أسابيع يُصبح البيض جاهزًا للفقس، ويمتاز بأنّه مُضيء بيولوجيًا، إذ يُمكن رؤية بعض البيوض مُتوهجة قبل عملية الفقس.
• اليرقة: تُشبه الحشرات في هذه المرحلة الديدان إلى حدٍ كبير، وهنا تبدأ بإصدار الضوء، وتُسمى بالديدان المُضيئة، كما تعيش داخل التربة، وتتغذى على القواقع، والرخويات، والديدان، بحيث تشل حركة الفريسة عن طريق حقنها بمادةٍ ما، وتعمل بعدها على تذويب باقي أعضائها وافتراسها، ثم في أواخر فصل الصيف تخرج اليرقات، وتبدأ اليرقة بالتساقط مرارًا حتى يتم التخلص منها كاملةً، بعدها تحدث عملية التشرنق، وفي هذه المرحلة يبلغ طول اليرقة ثلاثة أرباع البوصة.
• الحشرة العذراء: في أواخر الربيع تُصبح اليرقة جاهزة للخروج، وعندها تحفر حفرة طينية داخل التربة وتتموضع داخلها، وفي بعض الأنواع تُثبت اليرقة نفسها على لحاء الشجرة وتتدلى منه، وتبدأ هنا مرحلة التحلل النسيجي؛ ففي هذه العملية يتم تكسير اليرقة والبدء بإنتاج خلايا تحويلية وهي خلايا نسيجية، تكون وظيفتها القيام بمجموعة من العمليات الكيميائية لتحويل اليرقة إلى حشرة بالغة، وتأخذ هذه المرحلة ما يُقارب عشرة أيام إلى عدة أسابيع.
• الحشرة البالغة: فور خروج الحشرة من اليرقة تبدأ فورًا بالبحث من أجل التكاثر، وتبدأ عندها بإصدار ومضات مُعينة من أجل إيجاد رفاق لها من نفس الجنس، فيقوم الذكر بالتحليق على ارتفاع قريب من سطح الأرض مُصدرًا وميضًا خافتًا من بطنه، وتبدأ الأُنثى بالخروج على الغطاء النباتي، وتتكرر هذه العملية إلى حين الالتقاء بعدها يحدث التزاوج، كما أن بعض أنواع الحشرات ينمو فقط ليتزاوج، بعدها يموت والبعض الآخر يعيش ويتغذى على الحشرات الأُخرى، ويكون من الحشرات المُفترسة.